إن الكتابة عن الطيور، وبصورة عامة، ليست بالأمر السهل. ولربما يدهش الكثيرون عندما يعلمون أن علماء تصنيف الكائنات لم يتوصلوا حتى اليوم لاتفاق بشأن العديد من الطيور، وخاصة فيما يتعلق بتصنيفها وتحديد انتمائها وعائلاتها وعاداتها وغير ذلك. ولذا فقد اضطر المؤلف في بعض الحالات استخدام أسماء جديدة، أو اعتماد أسماء تطلق إقليمياً على عدد من أنواعها، وتجنب الأسماء العلمية التي لا تستند للواقع بشيء. كما تعمد أيضاً إهمال الأسماء المحلية في حالات أخرى لكونها لا تعني شيئاً بالمنظور العلمي. فالخلاف بين نوعين من الطيور لا يقتصر على عاداتها وهجراتها وألوانها، وإنما يتجاوز ذلك إلى تفاصيل تشريحية بالغة الدقة تحدد بالواقع صلة القرابة بينها وبين غيرها، وتحتم إدراجها في عائلة معينة دون غيرها. والكاتب، بول جونزجارد من الباحثين المعروفين في أوساط علماء الطيور، وله حوالي49 كتاباً في مجال اختصاصه. وقد صدرت أول طبعة من كتابه الذي نناقشه هنا في حوالي 275 من القطع الكبيرة، تشتمل على أكثر من 50 لوحة مرسومة بالألوان المائية وعدد مماثل من الرسوم التوضيحية غير الملونة، وقرابة 40 خريطة تشير إلى مواطن هذه الطيور وأماكن هجراتها. لغز اسمه الحبارى
ربما يكون طائر الحبارى الطائر الأكثر إثارة للجدل بين جميع أنواع الطيور. وبدون الدخول في متاهة الأسماء العلمية العديدة التي أطلقت عليه أو العائلات التي نسب إليها (وهي أسماء لاتينية معقدة)، يمكن الإشارة ببساطة إلى أن هذا الطائر كان يعتبر حتى منتصف القرن التاسع عشر عضواً في عائلة النعاميات، ثم أدخل بعدها في عائلة البجعيات، حتى تم تحديد درجة قرابته من طيور العائلات الأخرى وإلحاقه بنسبه الصحيح. ويمكن القول أن ذلك لم يكن ممكناً حتى عام 1985 عندما تمت دراسة وتحليل الحمض النووي للحبارى. وقد توصل العلماء إلى نتيجة مؤداها أن الحبارى تفرع عن نوع أقدم بكثير من الطيور قبل 77 مليون سنة. وأنه ابن عم نوع البجعيات، وإن كان الاثنان لا ينتميان إلى العائلة نفسها تحديداً.
ولعل سبب حيرة العلماء ترجع إلى تعدد أشكال وأحجام هذا الطائر واختلافها بصورة كبيرة عن بعضها البعض حسب مواطنها.
وقد كان طائرا الحجل، والقطا أيضاً، موضعاً لاختلافات علمية، لكن بدرجة أقل. ولعل الأمر اختلط على العلماء الذين رأوا في تماثل أشكالها إلى حد كبير مع طائر الحمام وأمثاله دليلاً على وحدة الانتماء. لكن الدليل الحاسم في نهاية الأمر كان اختلاف بنية الريش التشريحية في هذه الطيور.
إن الصفة الأساسية التي تجمع بين الأنواع الثلاثة هي أنها تعتبر من طيور المناطق الجافة في العالم. والمناطق الجافة هي ما اصطلح على تسميته باسم العالم القديم، أو المناطق التي تقع بين خطي الطول 15 شمالاً و35 جنوباً، وتتحكم في مناخها عموماً ضغوط جوية عالية. وتشمل الصحراء الأفريقية التي تبلغ مساحتها 8-9 ملايين كيلومتر مربع، والصحراء العربية التي تبلغ مساحتها 2.4 مليون كيلومتر مربع وصحارى الهند وإيران.
لكن من المهم الإشارة إلى أن توزع هذه الطيور في تلك المواطن تتصف بالعشوائية إلى حد كبير لا يسمح بتحديد الموطن الأصلي الذي انطلقت منه. وربما كان الأقرب على المنطق القول بأن كثافتها في مواطنها تبدو جلية أكثر في أستراليا التي تضم ستة أنواع منها، ثم تتدرج بشكل لا علاقة له بالمنطق شمالاً حتى تكاد تصل جبال الهمالايا في الهند، وإلى شمالي الصين، ثم غرباً لتغطي الصحراوين المذكورتين.
تتميز طيور الحجل والحبارى عموماً بدرجة مرتفعة من الريش ذي الألوان التمويهية التي تتيح لها الاختفاء عن أنظار الطامعين والصيادين في ظروف الأرض التي تعيش عليها. ويبدو هذا واضحاً في صغار أنواع الطيور الثلاثة، حيث تصل الزركشة اللونية التمويهية إلى ذروتها، فتتيح لتلك الطيور إمكانية الاختفاء وسط الرمال أو بين حجارة المناطق الوعرة أو بين الأعشاب، وذلك حسب نوعها ومواطنها.
وأنواع طيور الحبارى تتشابه مع بعض الفروقات. فالأنواع صغيرة الحجم (ذو العرف الأحمر، ذو البطن الأسود طير هارتلوب الأفريقي والحبارى البنغالية والحبارى الصغيرة الهندية) يمكن تمييزها بأن ذكورها دائماً، وإناثها أحياناً، لها بطن أسود. أما بقية الأنواع فهي بيضاء البطن باستثناء الحبارى الزرقاء ذات البطن الرمادي المائل للزرقة.
والحقيقة أن هذا أمر غريب، لأن اللون الأسود في ظرف الحرارة والشمس شديدة السطوع في مواطنها لا يساعدها على الاختفاء بسهولة، بل قد يكشف أمكنتها. ومن المعتقد لدى بعض العلماء أن ذكور الحبارى تستغل لون بطونها الأسود في عروض الطيران التي تقوم بها لاستدراج إناثها بغية التزاوج. وهناك بطبيعة الحال فروق أخرى في الشكل تتمثل بشكل رئيسي بشكل العنق وبتوزع وتلون ريش الجناحين والذيل.
ربما يكون طائر الحبارى الطائر الأكثر إثارة للجدل بين جميع أنواع الطيور. وبدون الدخول في متاهة الأسماء العلمية العديدة التي أطلقت عليه أو العائلات التي نسب إليها (وهي أسماء لاتينية معقدة)، يمكن الإشارة ببساطة إلى أن هذا الطائر كان يعتبر حتى منتصف القرن التاسع عشر عضواً في عائلة النعاميات، ثم أدخل بعدها في عائلة البجعيات، حتى تم تحديد درجة قرابته من طيور العائلات الأخرى وإلحاقه بنسبه الصحيح. ويمكن القول أن ذلك لم يكن ممكناً حتى عام 1985 عندما تمت دراسة وتحليل الحمض النووي للحبارى. وقد توصل العلماء إلى نتيجة مؤداها أن الحبارى تفرع عن نوع أقدم بكثير من الطيور قبل 77 مليون سنة. وأنه ابن عم نوع البجعيات، وإن كان الاثنان لا ينتميان إلى العائلة نفسها تحديداً.
ولعل سبب حيرة العلماء ترجع إلى تعدد أشكال وأحجام هذا الطائر واختلافها بصورة كبيرة عن بعضها البعض حسب مواطنها.
وقد كان طائرا الحجل، والقطا أيضاً، موضعاً لاختلافات علمية، لكن بدرجة أقل. ولعل الأمر اختلط على العلماء الذين رأوا في تماثل أشكالها إلى حد كبير مع طائر الحمام وأمثاله دليلاً على وحدة الانتماء. لكن الدليل الحاسم في نهاية الأمر كان اختلاف بنية الريش التشريحية في هذه الطيور.
إن الصفة الأساسية التي تجمع بين الأنواع الثلاثة هي أنها تعتبر من طيور المناطق الجافة في العالم. والمناطق الجافة هي ما اصطلح على تسميته باسم العالم القديم، أو المناطق التي تقع بين خطي الطول 15 شمالاً و35 جنوباً، وتتحكم في مناخها عموماً ضغوط جوية عالية. وتشمل الصحراء الأفريقية التي تبلغ مساحتها 8-9 ملايين كيلومتر مربع، والصحراء العربية التي تبلغ مساحتها 2.4 مليون كيلومتر مربع وصحارى الهند وإيران.
لكن من المهم الإشارة إلى أن توزع هذه الطيور في تلك المواطن تتصف بالعشوائية إلى حد كبير لا يسمح بتحديد الموطن الأصلي الذي انطلقت منه. وربما كان الأقرب على المنطق القول بأن كثافتها في مواطنها تبدو جلية أكثر في أستراليا التي تضم ستة أنواع منها، ثم تتدرج بشكل لا علاقة له بالمنطق شمالاً حتى تكاد تصل جبال الهمالايا في الهند، وإلى شمالي الصين، ثم غرباً لتغطي الصحراوين المذكورتين.
تتميز طيور الحجل والحبارى عموماً بدرجة مرتفعة من الريش ذي الألوان التمويهية التي تتيح لها الاختفاء عن أنظار الطامعين والصيادين في ظروف الأرض التي تعيش عليها. ويبدو هذا واضحاً في صغار أنواع الطيور الثلاثة، حيث تصل الزركشة اللونية التمويهية إلى ذروتها، فتتيح لتلك الطيور إمكانية الاختفاء وسط الرمال أو بين حجارة المناطق الوعرة أو بين الأعشاب، وذلك حسب نوعها ومواطنها.
وأنواع طيور الحبارى تتشابه مع بعض الفروقات. فالأنواع صغيرة الحجم (ذو العرف الأحمر، ذو البطن الأسود طير هارتلوب الأفريقي والحبارى البنغالية والحبارى الصغيرة الهندية) يمكن تمييزها بأن ذكورها دائماً، وإناثها أحياناً، لها بطن أسود. أما بقية الأنواع فهي بيضاء البطن باستثناء الحبارى الزرقاء ذات البطن الرمادي المائل للزرقة.
والحقيقة أن هذا أمر غريب، لأن اللون الأسود في ظرف الحرارة والشمس شديدة السطوع في مواطنها لا يساعدها على الاختفاء بسهولة، بل قد يكشف أمكنتها. ومن المعتقد لدى بعض العلماء أن ذكور الحبارى تستغل لون بطونها الأسود في عروض الطيران التي تقوم بها لاستدراج إناثها بغية التزاوج. وهناك بطبيعة الحال فروق أخرى في الشكل تتمثل بشكل رئيسي بشكل العنق وبتوزع وتلون ريش الجناحين والذيل.
الخميس أكتوبر 16, 2014 8:15 am من طرف ريماس
» فلل للبيع...
الأربعاء مارس 12, 2014 8:15 am من طرف راجية الرحمة
» فلل للبيع في مكة
الأربعاء مارس 12, 2014 8:10 am من طرف راجية الرحمة
» افتراح صغير يرجى الرد باسرع وقت ممكن
الإثنين مايو 27, 2013 1:19 am من طرف عباده ابو ادم
» قدري
الأحد سبتمبر 16, 2012 2:55 pm من طرف امواج القدر
» مرحبا
الأحد سبتمبر 16, 2012 2:07 pm من طرف امواج القدر
» فلسطين
الأحد سبتمبر 16, 2012 2:28 am من طرف امواج القدر
» نكتة بتضحك كتير
الأحد سبتمبر 16, 2012 2:19 am من طرف امواج القدر
» لمره واحدة تكفي طوال العمر
الثلاثاء أكتوبر 11, 2011 5:25 am من طرف اسيرة الخيال
» نصيحة
الثلاثاء أكتوبر 11, 2011 5:21 am من طرف اسيرة الخيال