بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله جعل التربية الحسنة عاملاً أساسياً للسعادة في الحياة الدنيا والآخرة، وحافظاً المجتمعات عن الأخلاق الفاسدة ومن الأضرار الفادحة، أمرنا بتربية أولادنا وتلامذتنا على طريقة أهل الدنيا والآخرة، نسأله تبارك وتعالى أن يمنحنا نصيباً وافراً من التربية الإلهية الدائمة، وأن يجعلنا وإياكم جميعاً من أهل العناية والرعاية، وأصلي وأسلم على سيد أهل الدنيا والآخرة، من سبح بكفه الحصى، سيد أهل الدنيا والأخرى، الذي أتانا بخيري الدنيا والأخرى، وعلى آله وصحبه ومن على الدرب مشى.
أما بعد: فإنني أستهل كلمتي هذه أولاً أن أهنئكم معشر الحاضرين عموماً ودولة اليمن متمثلة، في الأخ الوكيل أحمد الجنيد خصوصاً، نهنئ الجميع بهذا العام الهجري الجديد، سائلين الله تبارك وتعالى أن يهلَّه علينا وعليكم، وأن يجعله عام خير وبركة ونصر وتأييد للإسلام والمسلمين، وهلاكاً لأعداء الدين، إنه على ما يشاء قدير، وبالإجابة جدير، وإننا نتفائل في هذا العام حيث أرّخه بعض العلماء بتاريخ أبجدي، فوجده يأتي على هذه الجملة: (عام يأتي بكل خير)، وقد كان صلى الله عليه وسلم يحب التفاؤل ويكره التشاؤم، كما أن أول يوم فيه بكرة يوم الخميس، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (بورك لأمتي في بكورها)، هذه رواية مطلقة، وفي رواية أخرى: (بورك لأمتي في بكورها يوم الخميس)، فبكرة خصها النبي صلى الله عليه وسلم بالبركة تأتي أول زمن في هذا العام الجديد، نتفاءل أن يكون عاماً مباركاً إن شاء الله، ولا سيما على الإسلام والمسلمين، يشفي الله فيه المرضى ويقضي حاجات المحتاجين، ويفرج على المكروبين، ويحول حال الناس جميعاً إلى أحسن حال إن شاء الله، وهو على ذلك قدير، وإذا كنا نهنئكم بالعام الهجري الجديد فإن تلك التهنئة بالعام الهجري الجديد مرتبط بذكرى عظيمة وبذكرى جليلة أحدثت انقلاباً في التاريخ، ولا سيما بالنسة لآل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم،فهي بمنـزلة انقلاب عسكري غير التاريخ رأساً على عقب، وهي ذكرى هجرة سيدنا المهاجر إلى الله أحمد بن عيسى رحمه الله تعالى، الذي هاجر من العراق من البصرة إلى اليمن إلى حضرموت عام ثلاثمائة وثمانية عشر هجرية، بعد أن كثرت الفتن والأحداث، كما ذكر المؤرخون أن عام ثلاثمائة وسبعة عشر هجرية كثرت الفتن، ووقعت في الحرمين الشريفين، وامتدت من العراق إلى الحرمين الشريفين وفتنة القرامطة، الذي دخل فيها أبو طاهر القرمطي يوم الثامن من ذي الحجة عام 318هـ إلى المسجد الحرام وأوقع السيف في حجاج بيت الله الحرام، حتى قتل منهم في صحن المطاف نحو ثلاثين ألف شهيد، وتعطل الحج في ذلك العام، ولم يقف بعرفات إلا ثمانية أشخاص فقط خاطروا بأنفسهم، إلى غير ذلك من الفتن المفصلة في كتب التاريخ والتي وقعت في تلك السنوات في إبان الدولة العباسية، كانت حاملة بهذا الإمام العظيم الهجرة من البصرة الخضراء من أماكن الغناء والترف إلى حضرموت حيث التقشف وحيث العبادة والخلوة بعبادة الله تبارك وتعالى.
استقر هذا المهاجر ووصل في مثل هذا الشهر المبارك أو ما يقاربه منذ ألف سنة ومائة سنة وسبع سنوات، فهذا الزمن الذي قد مضى على هجرة المهاجر ما كان الناس يقيمون له ذكريات ولا احتفالات، يقيمون ذكريات لأناس آخرين ولا يقيمون ذكريات لهذا الإمام العظيم قال القائل:
مثّلتُ في الذكرى خيالك والكَرى
والذكريات صدى السنين الحاكِ
كلما جاءت هذه الاحتفالات العظيمة تذكرنا هجرة ذلك المهاجر وارتبطت هجرة ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكراه بهجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكما نعرف من أسس هذه الاحتفالات لذكرى هجرة المهاجر السيد الفاضل الأخ أبي بكر المشهور، فقد سن في هذه البلاد وفي هذه الجمهورية والحمد لله عادة حسنة يتذكر الناس بها من تقدم من السلف الصالح، قال صلى الله عليه وسلم: ((من سن في الإسلام سنة حسنة، كان له أجرها وأجر من عمل بها، من غير أن ينقص من أجرهم شيئاً))، فجزاه الله على هذا العمل الطيب، ونسأل الله أن يوفق الناس لحضور هذه الاحتفالات، وألا يعرضوا عن هذا الخير الكبير على حسب الاستطاعة وعلى حسب القدرة، فلا يكلف الله نفساً إلا وسعها، وفي هذه الاجتماعات تلقى الكلمات الطيبة، ويستمع الناس إلى خير كثير، وإلى أنواع من الدعوة إلى الله، وإنّ الذكرى تنفع المؤمنين ما بين قليل وكثير كما قال تعالى : ﴿وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ جعل الله في هذه الاحتفالات كلها وفي هذه الذكريات الخير والبركة إن شاء الله، وأعادها علينا وعليكم وعلى الأمة الإسلامية سنيناً عديدة ، وجزى الله المساعدين والقائمين فيها خير الجزاء، فنسأل الله إن يبارك في الجميع، وأن يجعلنا دائماً في كل خير إلى زيادة بإذن الله، (والمحاضرة التي طلبت منا في هذه الليلة بعنوان التربية)، فبعض الجهات تقول أن العنوان التربية والأساليب التربوية في الأربطة والمعاهد القديمة، وعنوان آخر يقول المقارنة بين التربية في الماضي والحاضر، ولكن عنوان هناك أخصر وأقل كلمات يجمع هذه العناوين كلها وهو أن نجعل العنوان كلمة التربية فقط، فكل ذلك يندرج تحت هذه الكلمة، فهي كلمة وجيزة تندرج فيها أبواب وجوانب كثيرة لا يكفي الوقت لشرحها، ولكننا نأتي من ذلك ما يكفي الوقت وما يسع الزمن من غير تطويل ممل ولا اختصار مخل كما قيل:
لكن من التطويل كلت الهمم
فصار فيه الاختصار ملتزم
إذا أردنا أن نتكلم ونخوض في هذه المحاضرة بهذا العنوان فإننا نبدأ أولاً بما معنى كلمة (تربية)، وبماذا عرف العلماء كلمة (التربية)، ثم إلى كم تنقسم التربية من أقسام وكم يندرج تحت كل قسم من هذه الأقسام ويتشعب من كل قسم شعباً كثيرة، وقد تكلم المتقدمون والمتأخرون عن التربية ومعانيها.
فأما تعريف التربية فقد عرفها الكثير من العلماء المسلمين والغربيين والشرقيين من المسلمين ومن الكفار ومن الأحبار ومن المستشرقين، كما أنها فسرها وشرحها أناس من قبل الميلاد ومن قبل الإسلام، ولكن اقتصارنا على تعريف التربية من علمائنا معشر المسلمين هو أعز وأحسن، إذ أنا نعتز بعلماء المسلمين ولا نعتز بغيرهم، إننا كما قال سيدنا عمر بن الخطاب: نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فلا نبتغي العزة بغيره، أو كما قال رضي الله عنه.
عرف العلماء التربية بتعاريف كثيرة تزيد على نحو العشرين أو الثلاثين تعريفاً.
الحمد لله جعل التربية الحسنة عاملاً أساسياً للسعادة في الحياة الدنيا والآخرة، وحافظاً المجتمعات عن الأخلاق الفاسدة ومن الأضرار الفادحة، أمرنا بتربية أولادنا وتلامذتنا على طريقة أهل الدنيا والآخرة، نسأله تبارك وتعالى أن يمنحنا نصيباً وافراً من التربية الإلهية الدائمة، وأن يجعلنا وإياكم جميعاً من أهل العناية والرعاية، وأصلي وأسلم على سيد أهل الدنيا والآخرة، من سبح بكفه الحصى، سيد أهل الدنيا والأخرى، الذي أتانا بخيري الدنيا والأخرى، وعلى آله وصحبه ومن على الدرب مشى.
أما بعد: فإنني أستهل كلمتي هذه أولاً أن أهنئكم معشر الحاضرين عموماً ودولة اليمن متمثلة، في الأخ الوكيل أحمد الجنيد خصوصاً، نهنئ الجميع بهذا العام الهجري الجديد، سائلين الله تبارك وتعالى أن يهلَّه علينا وعليكم، وأن يجعله عام خير وبركة ونصر وتأييد للإسلام والمسلمين، وهلاكاً لأعداء الدين، إنه على ما يشاء قدير، وبالإجابة جدير، وإننا نتفائل في هذا العام حيث أرّخه بعض العلماء بتاريخ أبجدي، فوجده يأتي على هذه الجملة: (عام يأتي بكل خير)، وقد كان صلى الله عليه وسلم يحب التفاؤل ويكره التشاؤم، كما أن أول يوم فيه بكرة يوم الخميس، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (بورك لأمتي في بكورها)، هذه رواية مطلقة، وفي رواية أخرى: (بورك لأمتي في بكورها يوم الخميس)، فبكرة خصها النبي صلى الله عليه وسلم بالبركة تأتي أول زمن في هذا العام الجديد، نتفاءل أن يكون عاماً مباركاً إن شاء الله، ولا سيما على الإسلام والمسلمين، يشفي الله فيه المرضى ويقضي حاجات المحتاجين، ويفرج على المكروبين، ويحول حال الناس جميعاً إلى أحسن حال إن شاء الله، وهو على ذلك قدير، وإذا كنا نهنئكم بالعام الهجري الجديد فإن تلك التهنئة بالعام الهجري الجديد مرتبط بذكرى عظيمة وبذكرى جليلة أحدثت انقلاباً في التاريخ، ولا سيما بالنسة لآل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم،فهي بمنـزلة انقلاب عسكري غير التاريخ رأساً على عقب، وهي ذكرى هجرة سيدنا المهاجر إلى الله أحمد بن عيسى رحمه الله تعالى، الذي هاجر من العراق من البصرة إلى اليمن إلى حضرموت عام ثلاثمائة وثمانية عشر هجرية، بعد أن كثرت الفتن والأحداث، كما ذكر المؤرخون أن عام ثلاثمائة وسبعة عشر هجرية كثرت الفتن، ووقعت في الحرمين الشريفين، وامتدت من العراق إلى الحرمين الشريفين وفتنة القرامطة، الذي دخل فيها أبو طاهر القرمطي يوم الثامن من ذي الحجة عام 318هـ إلى المسجد الحرام وأوقع السيف في حجاج بيت الله الحرام، حتى قتل منهم في صحن المطاف نحو ثلاثين ألف شهيد، وتعطل الحج في ذلك العام، ولم يقف بعرفات إلا ثمانية أشخاص فقط خاطروا بأنفسهم، إلى غير ذلك من الفتن المفصلة في كتب التاريخ والتي وقعت في تلك السنوات في إبان الدولة العباسية، كانت حاملة بهذا الإمام العظيم الهجرة من البصرة الخضراء من أماكن الغناء والترف إلى حضرموت حيث التقشف وحيث العبادة والخلوة بعبادة الله تبارك وتعالى.
استقر هذا المهاجر ووصل في مثل هذا الشهر المبارك أو ما يقاربه منذ ألف سنة ومائة سنة وسبع سنوات، فهذا الزمن الذي قد مضى على هجرة المهاجر ما كان الناس يقيمون له ذكريات ولا احتفالات، يقيمون ذكريات لأناس آخرين ولا يقيمون ذكريات لهذا الإمام العظيم قال القائل:
مثّلتُ في الذكرى خيالك والكَرى
والذكريات صدى السنين الحاكِ
كلما جاءت هذه الاحتفالات العظيمة تذكرنا هجرة ذلك المهاجر وارتبطت هجرة ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكراه بهجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكما نعرف من أسس هذه الاحتفالات لذكرى هجرة المهاجر السيد الفاضل الأخ أبي بكر المشهور، فقد سن في هذه البلاد وفي هذه الجمهورية والحمد لله عادة حسنة يتذكر الناس بها من تقدم من السلف الصالح، قال صلى الله عليه وسلم: ((من سن في الإسلام سنة حسنة، كان له أجرها وأجر من عمل بها، من غير أن ينقص من أجرهم شيئاً))، فجزاه الله على هذا العمل الطيب، ونسأل الله أن يوفق الناس لحضور هذه الاحتفالات، وألا يعرضوا عن هذا الخير الكبير على حسب الاستطاعة وعلى حسب القدرة، فلا يكلف الله نفساً إلا وسعها، وفي هذه الاجتماعات تلقى الكلمات الطيبة، ويستمع الناس إلى خير كثير، وإلى أنواع من الدعوة إلى الله، وإنّ الذكرى تنفع المؤمنين ما بين قليل وكثير كما قال تعالى : ﴿وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ جعل الله في هذه الاحتفالات كلها وفي هذه الذكريات الخير والبركة إن شاء الله، وأعادها علينا وعليكم وعلى الأمة الإسلامية سنيناً عديدة ، وجزى الله المساعدين والقائمين فيها خير الجزاء، فنسأل الله إن يبارك في الجميع، وأن يجعلنا دائماً في كل خير إلى زيادة بإذن الله، (والمحاضرة التي طلبت منا في هذه الليلة بعنوان التربية)، فبعض الجهات تقول أن العنوان التربية والأساليب التربوية في الأربطة والمعاهد القديمة، وعنوان آخر يقول المقارنة بين التربية في الماضي والحاضر، ولكن عنوان هناك أخصر وأقل كلمات يجمع هذه العناوين كلها وهو أن نجعل العنوان كلمة التربية فقط، فكل ذلك يندرج تحت هذه الكلمة، فهي كلمة وجيزة تندرج فيها أبواب وجوانب كثيرة لا يكفي الوقت لشرحها، ولكننا نأتي من ذلك ما يكفي الوقت وما يسع الزمن من غير تطويل ممل ولا اختصار مخل كما قيل:
لكن من التطويل كلت الهمم
فصار فيه الاختصار ملتزم
إذا أردنا أن نتكلم ونخوض في هذه المحاضرة بهذا العنوان فإننا نبدأ أولاً بما معنى كلمة (تربية)، وبماذا عرف العلماء كلمة (التربية)، ثم إلى كم تنقسم التربية من أقسام وكم يندرج تحت كل قسم من هذه الأقسام ويتشعب من كل قسم شعباً كثيرة، وقد تكلم المتقدمون والمتأخرون عن التربية ومعانيها.
فأما تعريف التربية فقد عرفها الكثير من العلماء المسلمين والغربيين والشرقيين من المسلمين ومن الكفار ومن الأحبار ومن المستشرقين، كما أنها فسرها وشرحها أناس من قبل الميلاد ومن قبل الإسلام، ولكن اقتصارنا على تعريف التربية من علمائنا معشر المسلمين هو أعز وأحسن، إذ أنا نعتز بعلماء المسلمين ولا نعتز بغيرهم، إننا كما قال سيدنا عمر بن الخطاب: نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فلا نبتغي العزة بغيره، أو كما قال رضي الله عنه.
عرف العلماء التربية بتعاريف كثيرة تزيد على نحو العشرين أو الثلاثين تعريفاً.
الخميس أكتوبر 16, 2014 8:15 am من طرف ريماس
» فلل للبيع...
الأربعاء مارس 12, 2014 8:15 am من طرف راجية الرحمة
» فلل للبيع في مكة
الأربعاء مارس 12, 2014 8:10 am من طرف راجية الرحمة
» افتراح صغير يرجى الرد باسرع وقت ممكن
الإثنين مايو 27, 2013 1:19 am من طرف عباده ابو ادم
» قدري
الأحد سبتمبر 16, 2012 2:55 pm من طرف امواج القدر
» مرحبا
الأحد سبتمبر 16, 2012 2:07 pm من طرف امواج القدر
» فلسطين
الأحد سبتمبر 16, 2012 2:28 am من طرف امواج القدر
» نكتة بتضحك كتير
الأحد سبتمبر 16, 2012 2:19 am من طرف امواج القدر
» لمره واحدة تكفي طوال العمر
الثلاثاء أكتوبر 11, 2011 5:25 am من طرف اسيرة الخيال
» نصيحة
الثلاثاء أكتوبر 11, 2011 5:21 am من طرف اسيرة الخيال